قطر: حساب الربح والخسارة حتى الان

بعد امتداد الازمة الخليجية بدأ الجميع يتسأل عن من ربح حتى الان ولكن الجواب ليس بهذه البساطة. عند مشاهدة الجزيرة يفهم المرء ان قطر ربحت المعركة ولم تخضع للائحة المطالب من الدول الاربع الا ان بعض التفحص يظهر ان الواقع ليس بهذا الاتجاه للأسباب التالية:

1. ان حصار قطر من الدول الاربع اوقف من اندفاع قطر باتجاه المحور التركي الايراني الذي يخشاه كل من مصر السعودية البحرين والامارات واعاد قطر الى المحور الأمريكي الأوروبي وهذا تبلور في لجوء قطر الى العباية الأمريكية والاحتماء بتصريحات وزير الخارجية المدافع نسبيا عن قطر (وهنا لا بد ان يشار إلى توزيع الادوار الرائع بين الرئيس ترامب وزير خارجيته), ولجوء قطر الى الاتصال بفرنسا وايطاليا وبريطانيا والامم المتحدة لطلب الدعم.

2. الدعم الاوروبي بدأت قطر بتسديد فاتورته: طائرات حربية أمريكية قيمتها 12 مليار دولار, قطع بحرية ايطالية قيمتها 5 مليار دولار وفي لقاء مع احد مسؤولي وزارة الخارجية الفرنسية فهمت ان العمل قائم على بيع قطر معدات عسكرية ومعلوماتية بقيمة 9 مليار دولار. وبالتالي المال الذي طلبه ترامب عند انعقاد القمة الخليجية الأمريكية قبل الازمة القطرية ورفضت قطر الانصياع للطلب أصبح اليوم غب الطلب.

3. الخسائر المادية التي تكبدتها المؤسسات القطرية وعلى سبيل المثال لا الحصر رحلت على متن الطائرة من قطر الى السودان زادت بمقدار ساعة مع ما يعني من تكلفة مالية, هبوط البورصة, تراجع الاستثمارات الخارجية.

4. توقيع قطر على معاهدة مكافحة الإرهاب وهذا اعتراف ضمني بتاريخ من مساندة بعض الحركات العنفَية (بسوريا, مصر, وحماس, وغيرها).

5. التضحية في الملف السوري وبداية المؤشر لذلك التضحية بجبهة النصرة (المدعومة قطريا منذ البداية) في عرسال.


اما فيما يخص السعودية والامارات فالخسارة هي ايضا الوجه الغالب حتى الان رغم زعمهم العكس وللأسباب التالية:
1. اعطاء اوراق اضافية لتركيا و ايران من خلال دخولهما الى الملف القطري
2. اصبح الملف القطري ورقة ضغط من قبل الدول الغربية في ما يخص الشأن السعودي
3. اهتزاز المنظومة الخليجية التي كانت تتزعمه السعودية
4. ظهور الامارات كقوة جديدة منافسة للسعودية مع اجندة مختلفة فيما يخص اليمن والملف الايراني (علما ان رغم الكلام الاعلامي الامارات لديها تبادل تجاري مع ايران قيمته 30 مليار دولار والامارات ما زالت الباب الخلفي لإيران لتجنب العقوبات الغربية.

خلاصة: الخاسر هم الدول العربية جمعاء والرابح هم الامريكيون والدول الغربية وايران. اما تركيا فعليها تجنب الزلزال الذي يحضر لها فحسب قول مسؤول وزارة الخارجية الفرنسية تركيا اصبحت عباءا يجب ان يعالج.

ماذا بعد؟ اترك لكم هذا القول لفهد العسكر :

لغة النار والحديد هي الفصحى .. وحظ الضعيف منها المَنِيَّة .. ها هي الحرب أشعلوها .. فرحماك إلهي باﻷمة العربية. _ فهد العسكر

بقلم الدكتور ناجي صفير

Share