قطر كفأر اختبأ بفم الذئب هربا من القط

ما بدأ بحرب لتزعّم العالم الاسلامي والسني تحديدا تحول الى معركة اقطاب دولية لتزعّم اقليمي وعالمي .

المعركة القطرية السعودية لترأس العالم الاسلامي السني فتح شهية الاتراك لإعادة تكوين الامبراطورية العثمانية ولكن مع وجه أخواني يسمح بنزع العباءة الدينية عن السعودية والباسها “للسلطان” أردوغان. ووقوف تركيا الى جانب قطر ليس حبا بقطر وليس كما يقال لأسباب إخوانية بل استغلالا لفرصة لطالما انتظرها أردوغان واتته على صحن من فضة. فتفكيك التعاون الخليجي يفتح الباب لعودة الحلم “السلطاني” التركي. والتمدد التركي نحو الخليج برز من خلال ارسال جنود اتراك الى قطر و فتح خطوط امداد تموينية.

أما إيران اللاعب الاقليمي “الحربوق” مد يده الى قطر لزيادة الشرخ وتفتيت الجبهة الاخطر على إيران وبعد النجاح بذلك تتعامل ايران مع الحلم التركي وسوف تستغل لذلك النقمة الاوروبية والأمريكية لذلك ومنها بسبب دعم الاتراك لنفس الاطراف المتطرفة التي اتهمت بها قطر. بمعنى أخر اصطياد التركي بنفس السلاح الذي استعمل ضد قطر ولكن بتوقيت مختلف.
والوجه الاخر للمشكلة القطرية هو انه ايقظ الحلم الالماني الامبراطوري بعودة المانيا القوة الدولية القيادية لأوروبا والمنافسة لأمريكا. فمع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وضعف فرنسا بسبب التضعضع السياسي بعد الانتخابات و”نفي” السياسيين والاحزاب التقليديين , وهجوم ترامب على حلف الناتو وتخفيض مساهمة امريكا بميزانيته. المركلية ” تيمنا بالمستشارة مركل” رأت فرصة لتحقيق حلم فردريك الثاني وبعده هتلر بوجهييه الوجه الاول بتحويل المانيا للقوة الطاغية على اوروبا وهذا ما حصل اقتصاديا في اخر ثلاث قرون, والان سياسيا بعد ما اصبحت القوة الاقوى والمسيطرة على قرار الاتحاد الاوروبي خاصة بعد خروج بريطانيا “ظل امريكا في الاتحاد”. اما الحلم الثاني هو التصدي للسياسة الأمريكية واوضح التجليات موقف المانيا الداعم لقطر والحامي لها والنافي عنها وعن مؤسساتها صفة الارهاب واذ بالإعلام الالماني يستميت بالدفاع عن قطر وصل حد الحماس الالماني الى دفع رئيس الاتحاد الالماني لكرة القدم للدفاع عن قطر وتأكيد استضافة قطر لكأس العالم. كل هذا تصديا لأمريكا واستعادة للدور الالماني العالمي والإمبراطوري.

خلاصة تحولت قطر الى ملعب للقوى الحالمة باستعادة امجادها الامبراطورية من جهة (العثمانية, الفارسية, الالمانية), والمدافعة عن امتيازاتها ما بعد الحرب العالمية الثانية (اميركا والسعودية). قطر بوضعها الحالي كفأر اختبأ بفم الذئب هربا من القط. اين سيصل الكباش ومن سيكون الرابح وماذا عن اسرائيل؟
للتتمة بقية

Share