قطر ودول المقاطعة و دور الاعلام

معركة قطر التي سبق وتحدثنا عنها تطورت بعد رفض قطر لائحة مطالب الدول الاربعة وظهر الى العلن سلاح الاعلام الذي كان مخفيا ولكن احد اسبابها. ولكن تبين ان احد الاسباب هي قناة الجزيرة التي طلبت الدول المقاطعة بإقفالها. عند هذا الطلب هبّ المدافعون عن حرية الرأي والاعلام والصحافة وخاصة الاوروبيين واعتبروا ان طلب اقفال الجزيرة تعدي على سيادة قطر وموضعيتها ونسوا الوقائع التالية:

1- كيف يمكن الكلام عن حرية وموضوعية محطة ليس عليها اي معلن وهي ممولة كليا من حكومتها وتخدم مصالح ممولها السياسية وبدون اي موضوعية. وليس شعار الرأي والرأي الاخر الا شعار فارغ.

2- الجزيرة تتدخل بالشأن الداخلي للدول وهذا لا يحتمل نقاشا والبراهين.

  • الكليبات ضد مصر ورئيسها التي تبث يوميا. هذا ليس اعلام لا بل بروباغندا.
  • التغطية لأحداث البحرين وميل القناة باتجاه الحراك الشيعي والترويج له.
  • بعد انفجار الازمة كل يوم نسمع على الجزيرة مواضيع تخص التسريبات من بريد السفير الاماراتي.
  •  الكلام عن شرخ ضمن العائلة الحاكمة في السعودية وتحاليل عن انقلاب مخملي.
  • الترويج للاسلاموفوبيا في اوروبا يوميا ومن اتجاه ووجهة نظر واحدة
  • الترويج للحراك الانفصالي في جنوب اليمن.
  •  لم نرى يوم تقرير عن العمال المستعبدون في قطر ضمن حملة الاعمار تحضيرا لكأس العالم 2022, ولا عن المشاكل التي يواجها الوافدون.

3- الترويج ودعم الحراك الاسلامي المتطرف:

  • دعم تجع احرار بنغازي ضد اللواء حفتر علما ان احرار بنغازي مكونون من القاعدة ومناصرو القاعدة
  • دعم كل التجمعات المتطرفة في سوريا دون غيرها ووجود دائم لطواقمها الاعلامية في هذه المناطق دون غير الاعلاميين.
  • دعم الحراك المتطرف في سيناء واظهار الارهابيين كضحايا

4- دعم الاخوان اللامتناهي في مصر ضد السيسي, وتونس ضد الرئيس قائد السيسي (وحاليا يبثون حلقات للغنوجي), في تركيا الدعم لأردوغان ليس بحاجة لبراهين, وسوريا والبحرين.

بغض النظر عن دعم هذا الفريق او ذاك الا ان الدفاع عن الجزيرة تحت شعار حرية الاعلام والموضوعية شعار حق يراد به باطل. والاموال المدفوعة للمدافعين عن القناة لن تخفي الحقيقة.

الحل هو ليس بإقفال الجزيرة بل بان تطبق شعاراتها من حيث الموضوعية, الرأي والرأي الاخر, وعدم التدخل بشأن الداخلي للدول الاخرى.

الحرية لا تعني التعدي على الاخر وعندما يدافع الاخر عن نفسه يلجأ الانسان الى اسلوب المظلومية.

الناس يطالبون بحرية التعبير كتعويض عن حرية الفكر التي نادراً ما تستخدم.
سورين كيركغور

Share