قضية قطر والسعودية

إن الأحداث التي تجري بين قطر والدول العربية ليست مجرد سوء تفاهم او عاصفة رملية خليجية بسيطة عابرة. الذي يحصل هو نتيجة خيارات وتحالفات واستمرار للأنظمة. ان معركة ترؤس العالم الاسلامي وتحديدا السني الذي بدأته قطر بطريقة ناعمة وخفية من خلال سلاحها الاعلامي “الجزيرة” تكشف اكثر واكثر مع بداية ما سمته الجزيرة بالربيع العربي. على اثر الحراك العربي اطلقت قطر مكنتها المالية والاعلامية والسياسية لوضع يدها على عرش الاسلام السني. فحصنت اهم الحركات السياسية الاسلامية , الاخوان المسلمين, وشنت حرب ضروس على مصر بعد الانقلاب علما ان مصر هي احد اقطاب العالم السني والعربي تحديدا. وبعدها تبنت قطر الحراك الاسلامي السني المتشدد المسلح في سوريا ودعمته ماليا واعلاميا ظنا منها ان هذا سيضعها بموقع القوة واللاعب الإقليمي على أمل ان يستبدل العالم السعودية بها. تدخلت بالشأن الليبي والتونسي من خلال الإخوان لتفاوض العالم عندما يحين وقت الاتفاقات. اضف الى ذلك حملت ما يسمى بمحاربة الإسلاموفوبيا من خلال حلقات على الجزيرة لا تعد ولا تحصى. واخيرا عدم دخول قطر في التحالف العربي في اليمن زاد الطين بلة.

ما لم تقم له حساب قطر هو استعداد السعودية لخوض المعركة للأخر للحفاظ على موقعها حتى لو ان ذلك يعني التضحية بمجلس التعاون الخليجي. ما لم تقم له حساب قطر هو ان العالم مع ترامب هو غير العالم مع اوباما الذي امن بالإخوان. ما لم تقم له حساب قطر هو ان العالم العربي والإسلامي السني سيصطف مع السعودية (كويت, مصر, الامارات, البحرين و ….) او سيقف على الحياد.

ما قصم ضهر البعير هو فتح قطر خطوط من تحت الطاولة مع ايران وروسيا وبدأت بالالتفاف السياسي مما عجل من ردت الفعل السعودية.

الان قطر امام خيارات احلها مرّ. العودة تحت كنف السعودية والتخلي عن حلمها او اكمال المعركة ودفع الثمن وقد هبطت بورصة قطر اليوم ب 5.6% وتهديد الستثمارات قد بدأ.

اليوم امير قطر عليه ان يقّوّم الوضع و للبقية تتمة.

بقلم الدكتور ناجي صفير
د. بالتخطيط الاستراتيجي

Share