خطاب السيد حسن: الامر لي

ان الخطاب الاخير للسيد حسن نصرالله يختصر بجملة واحدة: الامر لي.
لم يكن الخطاب يهدف الا لتأكيد المؤكد, وهو ان القرار السياسي هو بيد طرف واحد فقط وهذا الطرف ليس الشيعة كما يقال بل الطرف هو تحديدا حزب الله ودون غيره. ان ما سمي مسرحية الكتلة السنية التابعة لحزب الله ليس بمسرحية انما بخطوة استراتيجية بحتة. وهذه الخطوة ليست للانتقاص من مركز رئاسة الحكومة فقط بل موجهة مباشرة ايضا الى العهد ورئاسة الجمهورية تحديدا. هذا المقعد الواحد الذي اراد بعض المؤيدين للحزب حاولوا ان يبسطوا موضوعه ووضعه بخانة المعاملة بالمثل وانه “ولو مقعد واحد بس” هو اكثر من ذلك بكثير.

من جهة الرئيس الحريري فالهدف كسر الاحتكار السني وهذا الهدف ثنائي. اما الهدف الرئيسي هو ضمان الثلث المعطل ضمن الحكومة بغطاء سني بعد تأمين الغطاء المسيحي (وليس من حصة الرئيس او التيار الحر) وبوجود حصرية التمثيل الشيعي. وهذا التعنت لتمثيل السني الثامن أذاري هو خوفا من التلاقي بين الرئيس عون والرئيس الحريري ولهف الطرفين للعمل لانجاح الكومة والعهد بكل الاثمان وفي ظل الظروف الدولية والاقليمية. وتعنت حزب الله الذي وصل الى ابلاغ الامر الى كل المراجع عبر قوله في خطابه الاخير مع حركة الاصبع الشهيرة (التي يعني التهديد والاصرار) يا رؤساء يا وزراء يا بطاركة يا مشايخ يا مفتي و يا بطاركة ومطارين لا حل الا بتوزير السنة المعارضين كشف ان القرار اللبناني بيد حزب الله علنا بعد ما كان بطريقة ملطفة. والان السؤال هل يعود الحريري الى عادته بالرجوع الى الخلف او انه هذه المرة سيصمد عند قناعاته؟ وهل الرئيس سيساوم على عهده؟

بقلم الدكتور ناجي صفير

Share