مما لا شك فيه انً الجامعة العربية فوتت كلٌ الفرص لتكون جامعة، وعند كل استحقاق أثبتت فشلها، من الازمة الفلسطينية، الى اللبنانية ثم للعراقية وبعدها السورية وأخيرا الازمة القطرية. الاً ان الحقيقة الاخرى هي ان على كل الاطراف عدم الاستخفاف باخر اجتماع الذي كان الهدف منه مواجهة التمدد الايراني كما سمي. ان هذا الاجتماع والبيان الصادر عنه والحراك الذي تبعه، ثم إعلان ماكرون بأنه اتفق مع الرئيس ترامب على وضع استراتيجية لمواجهة ايران، اضافة الى التقارب الخليجي الاسرائيلي له مؤشرات كثيرة.
اولى المؤشرات ان الغرب الذي سمح لإيران بالتمدد لمواجهة التمدد السني المتطرف يعتبر ان ايران تخطت حدودها وبالتالي آن الاوان لرسم خطوط حمر جديدة. هذا التوجه الجديد يتماشى مع سياسة ترامب وسياسة فرنسا ماكرون مما دفع روحاني للتصريح اليوم بان ايران لا تسعى الى الهيمنة على الشرق الاوسط. وما اعلان بوتين عن نيته الاتصال بالملك السعودي لبحث موضوع ايران الاّ مؤشر لجديّة التموضع الجديد.
ثاني المؤشرات إن الدول العربية انتقلت من مرحلة الدفاع الى مرحلة الهجوم مهما كان الثمن لأن القضية أصبحت قضية حيوية تهدد وجود الانظمة الخليجية.
وبعد قراءة ما بين سطور بيان القمة العربية سؤال مهم يطرح نفسه, هل نحن في مرحلة التحضير لتحالف دولي جديد يشبه التحالف ضدّ داعش, والتحالف العربي ضد الحوثيين انما هذه المرة حلف لمواجهة بما يسمى التمدد الايراني ويكون هذا التحالف دولي ,عربي والاخطر انضمام إسرائيل اليه. انً كل المؤشرات تؤكد ان هذه المعركة يصرٌ عليها ترامب والسعودية وهم مستعدون للذهاب بها للآخر مهما كان الثمن وما اجتماع الجامعة العربية الا الخطوة الاولى للتسويق لهذا الحلف وإقناع أو إرغام اكبر عدد من الدول للانضمام اليه.
اسلحة هذا الحلف ستبدأ اقتصادية واعلامية (وبدأت بحظر الاعلام الموالي لإيران من البث عبر الاقمار الاصطناعية العربية) وعسكرية اذا لزم الأمر وهنا مكمن المصيبة لأن الحرب ان وقعة ستكون “يا قاتل يا مقتول” وما سينتج عنها من خراب واعادة هيكلة المنطقة سيكون اكبر من قدرة احد للتوقع به. الطابة بملعب ايران التي ستجد نفسها امام خياريين لا ثالث لهما: اما خوض الحرب اذا تعتقد انها ستربحها أو القبول بالتراجع عن بعض مكاسبها للحفاظ على البعض الاخر. سؤال المليون دولار ما سيكون موقف ايران؟
قال البرت أينشتاين: أنا لا أعرف ما هي الاسلحة التي سوف تكون في الحرب العالمية الثالثة ، ولكن الحرب العالمية الرابعة ستكون بالعصي والحجارة.
بقلم د. ناجي صفير